[center]أسماء الله الحسنى الثابتة
في الكتاب والسنة
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنـَّانُ القَـادِرُ الخَـلاَّقُ المَــالِكُ الـرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقـيتُ السَّيِّدُ الطَّـيِّبُ الحَـكَمُ الأَكْــرَمُ الـبَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:24] ، وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:10] ، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما [الأحزاب:70/71] ، أما بعد ..
فقد أمرنا الله عز وجل في غير موضع من كتابه أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال جل شأنه : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [لأعراف:180] ، وقال أيضا : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:110] ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟
إن غالب العامة من الأمة منذ بداية القرن الثالث الهجري حتى الآن يحفظون الأسماء الحسنى التي أدرجت أو أضيفت إلى حديث الترمذي من رواية الوليد بن مسلم (ت:195هـ) ، وهي باتفاق أهل العلم والمعرفة بالحديث ليست من كلام النبي ، ولكنها اجتهاد من الوليد بن مسلم جمع به من القرآن والسنة تسعة وتسعين اسما ، وقد ظهر في هذا البحث أن سبعين منهم فقط عليهم دليل من القرآن والسنة ، أما باقي الأسماء وعددها تسع وعشرون إما أنه لا دليل عليه أو لا يوافق شروط الإحصاء .
ومن المعلوم أن إحصاء الأسماء الحسنى قضية لها من الأهمية والمكانة في قلوب المسلمين ما تتطلع إليه نفوس الموحدين وتتعلق بها ألسنة الذاكرين ويرتقي الطالبون من خلالها مدارج السالكين ، قال ابن قيم الجوزية : ( فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم ، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم ، لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها ) ( ) .
لقد أقدمت على هذا البحث وأنا لا أتوقع ما وصلت إليه من نتائج ، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التي ورد النص علي عددها إجمالا في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ t مرفوعا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ( ) .
وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي ، فالأمر يتطلب استقصاء شاملا لكل كلمة وردت في القرآن ، وكذلك كل نص ثبت في السنة ، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة ، وهذا جهد خارج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
لكن الله عز وجل يسر الأسباب في هذا العصر وأعان بتوفيقه على سرعة إنجاز البحث في وقت قصير نسبيا ، وذلك من خلال استخدام الموسوعات الالكترونية التي حملت آلاف الكتب العلمية وحفظت القرآن والسنة النبوية ، حيث يمكن للكمبيوتر قراءة آلاف المراجع من هذه الموسوعات في ثوان معدودات .
ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا ، أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز هذا البحث ، لكن الرغبة في إتمامه كانت ولا تزال قائمة ؛ لأنني كثيرا ما كنت أشعر بالحيرة والاضطراب عندما يأتي سائل يسأل عن اسم من أسماء الله كالبديع والنور ، والحافظ والصبور ، والخافض الرافع ، والمعطي المانع ، والضار النافع ، والمبديء المعيد ، والمعز المذل ، والحنان المنان ، والواجد الماجد ، والكافي المنتقم ، والرازق المسعر ، أو الباقي الجليل ، أو غير ذلك مما اشتهر على ألسنة العامة والخاصة ، هل هذه من أسماء الله الحسنى ؟
كانت الإجابة في الغالب الاعتماد إجمالا على ذكر منهج السلف في الأسماء أو ما تيسر في اجتهاد من سبق من العلماء ، أو الاكتفاء بما ورد من الأسماء في سنن الترمذي من رواية الوليد بن مسلم ، والتي اشتهرت على ألسنة العامة والخاصة منذ أكثر من عشرة قرون ، أو بما ورد في سنن ابن ماجة من رواية عبد الملك الصنعاني أو رواية عبد العزيز بن الحصين عند الحاكم في مستدركه ، هذا مع التنبيه على أن سرد الأسماء في هذه الروايات ليس من كلام النبي ولكنه مدرج في الأحاديث كاجتهاد شخصي من قبل الرواة ، كما أنها روايات مختلفة ومضطربة .
من أجل ذلك استعنت بالله في إتمام هذا البحث الذي أقدمه للقراء على عدة أجزاء ، بداية بهذا الجزء الذي يتناول إحصاء الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة مع تفصيل شروط الإحصاء والأدلة على الأسماء ، ثم الجزء الثاني الذي يتناول شرح الأسماء وتفسير معانيها ، ثم تناولت في الجزء الثالث دلالتها على أوصاف الكمال مطابقة وتضمنا والتزاما ، والجزء الرابع وهو من أهم الأجزاء اشتمل على كيفية الدعاء بالأسماء الحسنى دعاء مسألة ، أو كيف يدعو الموحد ربه بأسمائه الحسنى دعاء مسألة ؟ أما الجزء الخامس فهو الأكثر أهمية في حياة المسلم إذ اشتمل على كيفية الدعاء بالأسماء الحسنى دعاء عبادة ؟ أو أثر الأسماء الحسنى على سلوك العبد وأقواله وأفعاله ، وقد انتهت هذه الأجزاء بحمد الله وجاري مراجعتها تمهيدا لطباعتها تباعا إن شاء الله .
فأسأل الله بأسمائه الحسنى التي جمعتها من كتابه ومن سنة رسوله أن يعينني على نفسي وأن يغفر لي ذنبي وتقصيري وجهلي ، وأن يرزقني طاعته وتقواه ، وأن يجعل هذا البحث سببا في عتق رقبتي من النار يوم ألقاه ، وأن يغفر لوالديَّ ويجزي زوجتي أم عبد الرزاق خير الجزاء على ما قدمته لإخراج هذا البحث .
قام باجراء هذا البحث ونشرة وحاز على موافقة الأزهر الشريف
د/ محمود عبد الرازق الرضواني
في الكتاب والسنة
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إَِّلا هُوَ
الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنـَّانُ القَـادِرُ الخَـلاَّقُ المَــالِكُ الـرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقـيتُ السَّيِّدُ الطَّـيِّبُ الحَـكَمُ الأَكْــرَمُ الـبَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأَعْلَى الإِلَهُ .
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله ، قال الله عز وجل : يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:24] ، وقال : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:10] ، وقال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما [الأحزاب:70/71] ، أما بعد ..
فقد أمرنا الله عز وجل في غير موضع من كتابه أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال جل شأنه : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [لأعراف:180] ، وقال أيضا : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الإسراء:110] ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟
إن غالب العامة من الأمة منذ بداية القرن الثالث الهجري حتى الآن يحفظون الأسماء الحسنى التي أدرجت أو أضيفت إلى حديث الترمذي من رواية الوليد بن مسلم (ت:195هـ) ، وهي باتفاق أهل العلم والمعرفة بالحديث ليست من كلام النبي ، ولكنها اجتهاد من الوليد بن مسلم جمع به من القرآن والسنة تسعة وتسعين اسما ، وقد ظهر في هذا البحث أن سبعين منهم فقط عليهم دليل من القرآن والسنة ، أما باقي الأسماء وعددها تسع وعشرون إما أنه لا دليل عليه أو لا يوافق شروط الإحصاء .
ومن المعلوم أن إحصاء الأسماء الحسنى قضية لها من الأهمية والمكانة في قلوب المسلمين ما تتطلع إليه نفوس الموحدين وتتعلق بها ألسنة الذاكرين ويرتقي الطالبون من خلالها مدارج السالكين ، قال ابن قيم الجوزية : ( فالعلم بأسمائه وإحصاؤها أصل لسائر العلوم ، فمن أحصى أسماءه كما ينبغي أحصى جميع العلوم ، إذ إحصاء أسمائه أصل لإحصاء كل معلوم ، لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها ) ( ) .
لقد أقدمت على هذا البحث وأنا لا أتوقع ما وصلت إليه من نتائج ، وكم راودتني نفسي منذ زمن طويل أن أجد جوابا شافيا لنفسي قبل غيري في التعرف على أسماء الله الحسنى التي ورد النص علي عددها إجمالا في الصحيحين من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ t مرفوعا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ( ) .
وكنت كلما هممت باستقصاء الموضوع والبحث فيه أجد من الهيبة ما يوهن عزيمتي ويضعف إرادتي لأن الموضوع أكبر من طاقتي وأوسع من دائرتي ، فالأمر يتطلب استقصاء شاملا لكل كلمة وردت في القرآن ، وكذلك كل نص ثبت في السنة ، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة ، وهذا جهد خارج عن قدرة البشر المحدودة وأيامهم المعدودة .
لكن الله عز وجل يسر الأسباب في هذا العصر وأعان بتوفيقه على سرعة إنجاز البحث في وقت قصير نسبيا ، وذلك من خلال استخدام الموسوعات الالكترونية التي حملت آلاف الكتب العلمية وحفظت القرآن والسنة النبوية ، حيث يمكن للكمبيوتر قراءة آلاف المراجع من هذه الموسوعات في ثوان معدودات .
ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا ، أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز هذا البحث ، لكن الرغبة في إتمامه كانت ولا تزال قائمة ؛ لأنني كثيرا ما كنت أشعر بالحيرة والاضطراب عندما يأتي سائل يسأل عن اسم من أسماء الله كالبديع والنور ، والحافظ والصبور ، والخافض الرافع ، والمعطي المانع ، والضار النافع ، والمبديء المعيد ، والمعز المذل ، والحنان المنان ، والواجد الماجد ، والكافي المنتقم ، والرازق المسعر ، أو الباقي الجليل ، أو غير ذلك مما اشتهر على ألسنة العامة والخاصة ، هل هذه من أسماء الله الحسنى ؟
كانت الإجابة في الغالب الاعتماد إجمالا على ذكر منهج السلف في الأسماء أو ما تيسر في اجتهاد من سبق من العلماء ، أو الاكتفاء بما ورد من الأسماء في سنن الترمذي من رواية الوليد بن مسلم ، والتي اشتهرت على ألسنة العامة والخاصة منذ أكثر من عشرة قرون ، أو بما ورد في سنن ابن ماجة من رواية عبد الملك الصنعاني أو رواية عبد العزيز بن الحصين عند الحاكم في مستدركه ، هذا مع التنبيه على أن سرد الأسماء في هذه الروايات ليس من كلام النبي ولكنه مدرج في الأحاديث كاجتهاد شخصي من قبل الرواة ، كما أنها روايات مختلفة ومضطربة .
من أجل ذلك استعنت بالله في إتمام هذا البحث الذي أقدمه للقراء على عدة أجزاء ، بداية بهذا الجزء الذي يتناول إحصاء الأسماء الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة مع تفصيل شروط الإحصاء والأدلة على الأسماء ، ثم الجزء الثاني الذي يتناول شرح الأسماء وتفسير معانيها ، ثم تناولت في الجزء الثالث دلالتها على أوصاف الكمال مطابقة وتضمنا والتزاما ، والجزء الرابع وهو من أهم الأجزاء اشتمل على كيفية الدعاء بالأسماء الحسنى دعاء مسألة ، أو كيف يدعو الموحد ربه بأسمائه الحسنى دعاء مسألة ؟ أما الجزء الخامس فهو الأكثر أهمية في حياة المسلم إذ اشتمل على كيفية الدعاء بالأسماء الحسنى دعاء عبادة ؟ أو أثر الأسماء الحسنى على سلوك العبد وأقواله وأفعاله ، وقد انتهت هذه الأجزاء بحمد الله وجاري مراجعتها تمهيدا لطباعتها تباعا إن شاء الله .
فأسأل الله بأسمائه الحسنى التي جمعتها من كتابه ومن سنة رسوله أن يعينني على نفسي وأن يغفر لي ذنبي وتقصيري وجهلي ، وأن يرزقني طاعته وتقواه ، وأن يجعل هذا البحث سببا في عتق رقبتي من النار يوم ألقاه ، وأن يغفر لوالديَّ ويجزي زوجتي أم عبد الرزاق خير الجزاء على ما قدمته لإخراج هذا البحث .
قام باجراء هذا البحث ونشرة وحاز على موافقة الأزهر الشريف
د/ محمود عبد الرازق الرضواني