• منذ الإعلانات الأولــــى عـــــن استشراء وبـــاء «أنفلونزا الخنازير» انهمرت عبر القنوات الفضائية العربية توصيات وشروحات غزيرة عن المرض. أعراضه، طرق الوقاية منه، وبالطبع أخبار انتشاره في بلدان العالم. ومع أن هذا كله يعتبر طبيعياً، ومتوقعاً ومفهوماً، إلا أن من بتابع هذه الحملة الإعلامية يلحظ أن ما تتضمّنه من معلومات يأتي في الغالب متعارضاً، إن لم نقل متناقضاً بعضه مع البعض الآخر.
وذلك بالتأكيد يضع المشاهد القلق في حيرة، وارتباك: أي المعلومات يصدق؟ وأين هي الحقيقة في كل ما يرى ويسمع؟
من المفيد هنا ملاحظة أننا نتحدث عن «وباء» غير مسبوق، ما يعني أن خبرة البشرية في علاجه والتعرّف إلى طبيعته بدقّة هي خبرة جديدة لا وجود مسبقاً لها بل تتراكم شيئا فشيئا هذه الأيام، وعبر تجارب سرية يقوم بها الأطباء على من أصيبوا بالمرض خلال الشهور القليلة التي انقضت منذ «انطلاقته» المرعبة. وقلّة الخبرة في حالة كهذه تفرض في تقديرنا تدقيقاً أشد عند اختيار من يتحدثون ويقدّمون النصائح الطبية لمشاهدي الشاشة الصغيرة، إذ ليس كافياً أن يكون المتحدّث طبيباً كي يمتلك أهليّة تقديم النصح والإرشاد.
ليس من المبالغة أن نؤكد هنا أننا لم نجد بين كل الذين تحدّثوا عن «انفلونزا الخنازير» طبيباً واحداً سبق له معالجة من أصيبوا بالمرض، كي تكون نصائحه وإرشاداته مستندة إلى تجارب معاينة مباشرة وليست كلاماً نظرياً قد ينطبق على المرض، كما قد يكون مكتسباً من أمراض أخرى مشابهة، ولا يمت الى الحقيقة بصلة متينة.
هل استضافة أطباء عالجوا من سبق لهم الإصابة بأنفلونزا الخنازير مسألة عسيرة إلى هذا الحد؟
نتساءل ونشير في الوقت ذاته إلى «ذهنيّة التكتم» التي تمارس من خلالها الدول العربية حملاتها الطبيّة لمكافحة المرض، وهو تكتّم يقترب من اعتبار المرض نوعاً من «الفضيحة» التي يتوجّب حصر أخبارها في أضيق نطاق ممكن. وهو أمر يتناقض في شكل صارخ مع إعلانات الدول المتقدمة عن المرض وأخباره، ناهيك عن الخطوات التي حقّّقها الطب في مواجهته من العلاج إلى الوقاية، إلى استضافات صحافية كثيرة لمن أصيبوا بالمرض وشفيوا.
هي مرّة أخرى فوارق حقيقية بين عقليتين، فهل نستفيد؟
وذلك بالتأكيد يضع المشاهد القلق في حيرة، وارتباك: أي المعلومات يصدق؟ وأين هي الحقيقة في كل ما يرى ويسمع؟
من المفيد هنا ملاحظة أننا نتحدث عن «وباء» غير مسبوق، ما يعني أن خبرة البشرية في علاجه والتعرّف إلى طبيعته بدقّة هي خبرة جديدة لا وجود مسبقاً لها بل تتراكم شيئا فشيئا هذه الأيام، وعبر تجارب سرية يقوم بها الأطباء على من أصيبوا بالمرض خلال الشهور القليلة التي انقضت منذ «انطلاقته» المرعبة. وقلّة الخبرة في حالة كهذه تفرض في تقديرنا تدقيقاً أشد عند اختيار من يتحدثون ويقدّمون النصائح الطبية لمشاهدي الشاشة الصغيرة، إذ ليس كافياً أن يكون المتحدّث طبيباً كي يمتلك أهليّة تقديم النصح والإرشاد.
ليس من المبالغة أن نؤكد هنا أننا لم نجد بين كل الذين تحدّثوا عن «انفلونزا الخنازير» طبيباً واحداً سبق له معالجة من أصيبوا بالمرض، كي تكون نصائحه وإرشاداته مستندة إلى تجارب معاينة مباشرة وليست كلاماً نظرياً قد ينطبق على المرض، كما قد يكون مكتسباً من أمراض أخرى مشابهة، ولا يمت الى الحقيقة بصلة متينة.
هل استضافة أطباء عالجوا من سبق لهم الإصابة بأنفلونزا الخنازير مسألة عسيرة إلى هذا الحد؟
نتساءل ونشير في الوقت ذاته إلى «ذهنيّة التكتم» التي تمارس من خلالها الدول العربية حملاتها الطبيّة لمكافحة المرض، وهو تكتّم يقترب من اعتبار المرض نوعاً من «الفضيحة» التي يتوجّب حصر أخبارها في أضيق نطاق ممكن. وهو أمر يتناقض في شكل صارخ مع إعلانات الدول المتقدمة عن المرض وأخباره، ناهيك عن الخطوات التي حقّّقها الطب في مواجهته من العلاج إلى الوقاية، إلى استضافات صحافية كثيرة لمن أصيبوا بالمرض وشفيوا.
هي مرّة أخرى فوارق حقيقية بين عقليتين، فهل نستفيد؟