هند بنت النعمان المراة التي زلت الحجاج بن يوسف
هند بنت النعمان المرأة التي كسرت كبرياء الحجاج وأزلت جبروته
معلوم عن الحجاج بن يوسف الثقفي بأنه كان سفاح زمانه فقد قتل مايربو علىثلثمائة ألف من
أهل العراق إبان فترة حكمه التي امتدت عشرون عام، كما اعدم عبد الله بن الزبير وصلبه،ومثل به، و
كان عبد الله بن الزبير يستعمل الصِبر والمِسك عندما علم بدنو أجلة لئلا تنتن جثته فلمّا صلبه
الحجاج فاحت من جثته رائحة المسك. ولما علم الحجاج بذلك صلب معه كلباً ميتاً حتى تغطّي
الرائحة النتنة للكلب على رائحة المسك التي تفوح من الجثة.
وذكر بأن الجثة ظلّت مصلوبة حتى مرّ بها عبد الله بن عمر، فقال: رحمة الله عليك يا أبا خبيب. أما
والله لقد كنت صوّاماً قوّاماً ". ثم قال: "أما آن لهذا الراكب أن يترجل"؟ فبعث الحجاج، فأنزلت الجثة
ودفن وقبره معلوم على طريق الهجرة بيت عرفة ومكة
وهنا نرى شدة حقد الحجاج وعبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير، فقد قتلاه ثم صلباه ومثّلا
به حتى بعد موته، كما كان ابن
الزبير قد توقّع. فقد فعلوا هذا لمجرد أنه خرج عليهم وهكذا الطغاة في كل زمان ومكان وما أكثرهم
في زماننا هذا!!!!
كما قتل عبد الله بن جبير وفصل رأسه عن جسده ومع ذلك أزلته امرأة وداست كرامته وكبريائه فمن
هي تلك المرأة؟؟
هي هند بنت النعمان بن بشير،خطبها الحجاج بن يوسف الثقفي بعد أن وصُف له حسنها وجمالها
فأجزل لها العطاء وشرط لها مائتي ألف درهم قيمة صداقها فزُوجت له وهي كاره لما كانت عليه من
حسن وجمال فقد كانت ملكة جمال عصرها
وفي ذات يوم وعندما كانت تسرح شعرها أمام المرآة ولم تكن تعلم بوجوده خلفها
كانت تتغني و تقول:
[ وما هنـد إلا مُهـره عربـيـه سليلة أفـراس تـحللها بغـل
فان ولد ت فحلاً فلله درهـا وان ولدت بغلا فقد جاء به بغل
فسمعها الحجاج و لم تكن تعلم بوجوده في غرفتها لأنه دخل عليها خلسة فنوى تطليقها بعد أن
سمع منها ماسمع فقال لأحد وزرائه اذهب وطلقها في كلمتين ولاتزد وأعطها ال 200 درهم
صداقها، فذهب الوزير وقال لها يقول لك الحجاج لقد كنت فبنت أنت طالق وهذا صداقك :
فقالت لقد
كنا فما حمدنا وبنا فما ند منا وهذة ال 200 درهم التي أتيت بها بشارة لك بخلاصي من كلب بني
ثقيف وكان الحجاج وقتئذ أميرا على العراق وكان الخليفة يومها عبدالملك بن مروان، بدمشق وقد
سمع عن جمالها وعن رجاحة عقلها فأرسل من يخطبها له
بعد أن طلقها الحجاج، فقالت لمن جاء ها قل للخليفة،لقد ولغ الكلب في الإناء فرد الوليد متمثلاً
بالحديث الشريف (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ولتكن إحداهن بالتراب
فوافقت على الزواج من الخليفة ولكن بشرط أن تُرحل من بغداد حيث كانت الى دمشق حيث
الخليفة عبدالملك على الهودج الذي كان يُحمل على الناقة وان يقودها الحجاج بن يوسف
بنفسه
وهو ماشيا على قدميه من بغداد إلى دمشق وهو بكامل زيه الفاخر الذي كان يرتديه يوم تزوجها
فبعث الخليفة إلى الحجاج يأمره أن يستعد لتلك المهمة فامتثل الحجاج للامرفكانت الرحلة والحجاج
يأخذ بزمام الناقة مشيا على الأقدام حافياً يقودها وهي على الهودج ومعها وصيفتها وحولها
جواريها وخدمها وقبل بدء الرحلة وبعد أن ركبت هودجها رفعت ستار الهودج فإذا هي وجهاً لوجه أمام
الحجاج فنظرت إلية في سخرية وهي تضحك، وعند مشارف دمشق ألقت هند دينارا على الأرض
ونادت ياجمال، لقد سقط منا درهم فابحث عنه وأرفعه إلينا ،فبحث الحجاج في الأرض ولم يجد
الدرهم وإنما وجد الدينار الذي ألقته، فقال الحجاج وجدت ديناراً وليس درهم فقالت بل هو درهم
فلما كررالقول بأنه ديناروهي تقول درهم قالت الحمد لله الذي أبدل الدرهم بالدينارفخجل الحجاج
وسكت وهو يعلم ماتعني،
وكانت تعني أن الله أبدلها الدرهم وهو (الحجاج ) بالدينار وهو ( الخليفة)
وهي المرأة الوحيدة التي أذلت الحجاج برغم جبروته وصلفه وطغيانه
أخوكم أبوعمر