منتدى الشافعي الثقافي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشافعي الثقافي

ثقافي اسلامي عام


3 مشترك

    المراحل الثمان لطالب فهم القران

    الشربينى
    الشربينى
    عضو مميز
    عضو مميز


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 254
    نقاط : 464
    تاريخ التسجيل : 29/11/2009
    الموقع : دمياط
    العمل/الترفيه : الكمبيوتر

    المراحل الثمان لطالب فهم القران Empty المراحل الثمان لطالب فهم القران

    مُساهمة  الشربينى الخميس أبريل 15, 2010 9:01 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة الكرام أما بعد:-قال تعالى {فبأي حديث بعده يؤمنون}
    وما أجمل قول الشاطبي رحمه الله واصفا كتاب تعالى في ألفيته المشهورة:

    وإن كـتاب اللـه أوـثق شافـع *** وأغنى غناء واهبا متفضلا
    وخيــرجلـيس لا يـمل حديـثه *** وتـردده يـزداد فيـه تجمـلا
    وحيث الفتى يرتاع في ظلماته *** من القبر يلقاه سنا متهللا

    وكنت أعجب كما عجب أسلافنا من مقول بليغ لعربي جاهلي صنديد عنيد وهو يصف القرآن المجيد يقول : " والله لقد سمعت من محمد آنفا ، كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن عليه لحلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق ، وإنه يعلوا ولا يعلى .

    بالله عليكم كيف أستطاع هذا الجاهل معرفة أن هذا الكلام ليس من كلام المخلوقين .
    كيف استطاع معرفة أن لهذا الكلام حلاوة وطراوة .

    علينا مراجعة أنفسنا مع كتاب الله عز وجل ،

    ألم يقل عثمان بن عفان رضي الله عنه ( لو صفت القلوب ما شبعت من كلام الله )

    فهذه ثمان مراحل قد درستها على يد الشيخ عصام العويد حفظه الله ورعاه .
    اطرحها بين يديكم عسى الله أن ينفعني وينفعكم بها آمين


    -المرحلة الأولى : الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات سواء ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير .
    هذه المرحلة الأولى ولابد فإن القرآن تنزيل رب العالمين ، وهو كتاب عظيم {قل هو نبأ عظيم} ، وثقيل {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} ، بل بلغ الغاية في الإعجاز وشدة التأثير {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}أي لكان هذا القرآن قاله قتاده والفراء وابن قتيبة وابن عطية وابن كثير والسعدي وغيرهم .
    ولعظمة هذا الوحي المنزل تولى بيانه وحي آخر وهو النبي صلى الله عليه وسلم .
    ودليل ذلك في القرآن قوله تعالى{وأنزلنا إليك الذكر}يعني القرآن {لتبين للناس ما نزل إليهم}
    وفال تعالى{وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه}

    فكانت حياته كلها قولا وفعلا وإقرارا من حين مبعثه إلى وفاته صلى الله عليه وسلم لهذا القرأن بيانا لهذا القرآن
    يقول الإمام الشافعي : كل ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن .

    وقد بينه البيان التام الذي لا لبس فيه ولا ريب كما ثبت عند أحمد وابن ماجه وغيرهما من حديث عرباض بن ساريه
    قال صلى الله عليه وسلم(تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك)).

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى{لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الثانية : إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف ، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصحيح للكلمة نفسها .

    البدء بهذا الأمر قبل ما نستقبل من المراحل من الأهمية بمكان ، بل لا يمكن أن يتضح معنى الآية بكل دلالاته إلا بها ، وذلك أن المفردة هي الأصل الذي يبنى عليه ما بعده .

    بقول الإمام الزركشي رحمه الله تعالى : فصل فيما يجب على المفسر البداءة به .
    الذي يجب على المفسر البداءة به العلوم اللفظية وأول ما يجب البداءة منها تحقيق الألفاظ المفردة فتحصيل معاني المفردات من ألفاظ القرآن من أوائل المعادن لمن يريد أن يدرك معانيه .

    والناظر في كلمات القرآن يجدها على ثلاث مراتب :
    -المرتبة الأولى : كلمات مشهورة واضحة المعنى والدلالة مثل( الشمس ، القمر ، البحر ، الشجر ، السمع ، البصر )
    -المرتبة الثانية : كلمات متداولة واضحة المعنى الظاهر ، لكن من يتأمل هذه الكلمات كتب التفسير ودواوين اللغة سيجد أنها تنطوي على عدد من المعاني البديعة ، التي لم تخطر له بال وهي معاني صحيحه دل عليها السياق مثل( تؤزهم ، حرثكم ، فأجاءها ، كشطت ، التغابن )وغيرها .
    -المرتية الثالثة : كلمات غامضة بالنسبة لكثير من الناس ، لا يدرك معناها إلا بمراجعة كتب التفسير واللغة مثل(انكدرت ، مقمحون ، الوتين ، حمئة ، الترائب ، زنيم) وغيرها .
    ولمعرفة دلالة الكلمة يكون بعرض الكلمات التي تتدبر آياتها على المراتب السابقة .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الثالثة : معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكمات
    هذا الأمر من الأهمية بمكان ، ذلك كلمات القرآن العظيم إن فهم معناها ودلالاتها ، بقي معرفة دلالة الحروف
    (حروف المعاني ) التي يربط بينها ، ومعرفة دلالة هذه الحروف له سر عجيب في فهم معاني القرآن فهما دقيقا واسعا ، يتبين معه سر بديع عظمة كتاب الله ، وسيجد من تذوق دلالة هذه الحروف الفرق الشاسع بين فهمه لآيات الكتاب قبل وبعد ،
    وسيقع في قلبه من توقير وتعظيم كتاب الله ما لم يخطر له على بال ، وأكبر من هذا ؛ أن الخطأ في تحديد المعنى المراد للحرف في هذا السياق المهين قد : يقلب المعنى المراد تماما ، أو يضعف فهمك له ، أو يخل ببلاغة وفصاحة هذا الكتاب المعجز .

    ومن شواهد ذلك ما حكاه الخطابي في إعجاز القرآن : قال رجل : يا أبا العاليه قوله تعالى{فويل للمصلين(4) الذين هم عن صلاتهم ساهون(5)} سورة الماعون ، ما هذا السهو ؟
    قال الذي لا يدري عن كم ينصرف عن شفع أو وتر .
    قال الحسن : مه يا أبا العاليه ، ليس كذلك ، بل الذين سهو عن ميقاتها حتى تفوتهم .
    ألا ترى قوله تعالى{الذين هم (عن) صلاتهم ساهون}

    ولتوضيح ذلك فإن معرفة حروف المعاني على ثلاث درجات :

    -الدرجة الأولى : إدراك المعاني المشهورة لكل حرف ،مثل :
    "ال" : في كتاب الله لها معنيان مشهوران (عهدية أو جنسية) ، ولكل منهما أنواع .
    "الفاء" : لها عدة معاني : السببية ، الفصيحة ، العاطفة ، الجوابية ،..... 0
    "الباء": لها عدة معاني : الإلصاق ، التبعيض ، السببية ، القسم ، .... 0
    "في" : أصل معانيها الظروف ، وللتعليل ، والستعلأ ، والمقايسة ، ... 0
    وهكذا... وهذا يكون بالمطالعة كما يكون أكثر بالممارسة .

    -الدرجة الثانية : إدراك المعنى المراد -تقريبا- لكل حرف بحسب موضعه ، مثل :
    "ال" : في قوله تعالى{الحمدلله رب العالمين} جنسية تفيد الإستغراق .
    "الفاء" : في قوله تعالى{فانبجست} فصيحه -تفصح عن محذوف -أي فضرب فانبجست .
    "الباء" : في قوله تعالى{بسم الله} لالااستعانه .
    "في" : في قولة تعالى{ولأصلبنكم في جذوع النخل} العلو مع الظرفية .
    "عن" : في قوله تعالى{ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} للمجاوزة .

    -الدرجة الثالثة : التحقيق عند اختلاف أقوال المحققين في المضايق لكي يحمل الكلام على أفصح الوجوه بلاغة وحكما وإحكاما ، ومن أمثلة ذلك :
    دلالة التعاقب بين"الواو"و"الفاء" : في أوائل سورتي المرسلات والنازعات .
    دلالة "الفاء" : في قوله تعالى{فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض}.
    دلالة"في" : في قوله تعالى{أأمنتم من في السماء}

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الرابعة : معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها ، مثل دلالة الجملة الاسمية والفعلية وأثر التقديم والتأخير ونحو ذلك . الجمل لها أثر إدراك أكمل المعاني ، ومعرفة أتم أوجه التفسير عند الكلام على تفسير كتاب الله عز وجل .

    وسنقسم الكلام هنا على مبحثين :
    المبحث الأول : دلالة الجملة الأسمية والفعلية .
    الجملة الأسمية : هي التي تتألف من مبأ وخبر . فكل جملة صدرها اسم فهي اسميه .
    الجملة الفعلية : هي التي تتألف من فعل وفاعل .فكل جملة صدرها فعل فهي فعلية .

    المبحث الثاني : دلالة التقديم والتأخير في الجملة .
    والمقصود به هو تقديم ما حقه التأخير والعكس ؛ كتقديم الفاعل على المفعول ، وامبتدأ على الخبر ، وصاحب الحال على الحال والضرف ، والجار والمجرور على متعلقهما .
    وفوائد ذلك لا تنحصر ، قال الجرجاني في دلائل الإعجاز : هو باب كثير الفوائد جم المحاسن واسع التصرف بعيد الغية لا يزال يفتر لك عن بديعه ويفضي بك إلى لطيفه .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الخامسة : فهم دلالة السياق من اللحاق والسباق .
    دلالة السياق من الدلالات المهمة التي يكاد يطبق أهل التفسير على اعتبارها .
    قال مسلم بن يسار : إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده . كذا قال جم غفير من أهل العلم .
    ودلالة السياق إما أنها تخصص العام ، أو تقيد المطلق ، والعكس .
    يقول ابن قيم الجوزيه : السياق يرشد تبيين المجمل ، وتعيين المحتمل ، والقطع بعدم احتمال غيرر المراد ، وتخصيص العام ، تقييد المطلق ، وتنوع الدلالة ، وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم ، فمن أهمله غلط في نظره ، وغالط في مناظراته .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة السادسة : فهم موضوع السورة وما يتعلق به .
    والمقصود هو المعنى العام الذي أنزلت السورة من أجله ، أو هو الموضوع الذي تدور عليه آيات سورة ما .
    وهذا الإسم لهذا العلم لم يكن موجودا عند السلف بهذه التسمية كشأن كثير من العلوم .
    وهذا العلم "موضوع السورة" لم يطرق كثيرا في كتب التفسير لا المتقدمين ولا المتأخرين ، ولهذا أسباب :

    1/ أن فيه نوع من الجرأة على تفسير كلام الله جل وعلا ، ولهذا أنكره كثير من أهل العلم من التأخرين .

    2/ أن كثيرا من كتب التفسير إنما تناولوا تفسير كتاب الله جل وعلا من خلال مدرسة تفسير الآية والكلمات .

    ولهذا اختلف المفسرون فيه على ثلاثة أقوال :
    القول الأول : لا تناسب بين السورة والآيات مطلقا أو غالبا ، وهو قول جماعة من المتأخرين .
    القول الثاني : أنه ما من آية أو سورة إلا ولها موضوع خاص بها ومناسبة بينها وبين التي قبلها .
    القول الثالث : هو الأقرب ، وقرره الزركشي في كتابه البرهان ، وهو مقتضى صنيع جماعة من المحققين.

    ولكن من أراد أن يخوض في هذه المسالك من أمرين :
    الأمر الأول :أن يكتفي بما ظهر له من الموضوع وتناسب الآيات من دون تكلف ولا تنطع .
    الأمر الثاني : أن يكون الخائض في هذه المسالك عالما لأقوال السلف في تفسير الآيات والسور التي يريد أن يستنبط لها مناسبة أو موضوع معينا .

    كيف يمكن أن نستخرج المقصود العام للسورة ؟
    هذا يمكن بإحدى ثلاثة وسائل :
    الأولى : أن ينص العلماء من أهل التحقيق على أن مقصود السورة كذاوكذا
    الثانية : أن يكون موضوع السورة ظاهرا من اسمها ، أو من أولها أو بهما معا .
    الثالثة : الاستقراء : بالتأمل في آيات السورة .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة السابعة : جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضوع واحد .
    ويسمى في المصطلح المعاصر بالتفسير الموضوعي ، وهو الذي ألف فيه الإمام المفسر الفقيه اللغوي الأمين الشنقيطي "أضواء البيان في تفسير القرآن بالٌقرآن" .

    والمقصود بهذه المرحلة أنه بعد ظهور دلالة السياق ومقصود السورة ؛ ينتقل البحث إلى جمع الآيات من السور الاخرى التي تزيد في بيان معنى الآية أو السورة التي يراد تفسيرها ، لتبين بذلك الناسخ من المنسوخ والعام من الخاص والمطلق من المقيد والمجمل من المبين .

    --------------------------------------------------------------------------

    المرحلة الثامنة : العناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفا وخلفا مع القرآن ، ثم الستشهاد بها في محلها من التفسير .

    من اتقن ما سبق من المراحل وضبطها فهو بإذن مولاه امتلأ ريا وحصل المقصود من معرفة منهج تعلم التفسير ، وما بقي له مما يحتاج إليه في هذا الفن إلا النظر في المطولات من كتب علوم القرآن ومناهج المفسرين ونحو ذلك .

    ولذلك أختم هذه المراحل بلطيفة مؤثرة في المتلقى اعتنى بها أهل التفسير بالمأثور ، وهي ذكر ما يحضرهم من أخبار وقصص العلماء والصالحين سلفا وخلفا المتعلقة بالآية المفسرة في من التفسير ، لا على سبيل الاستقصاء وإنما متى خال له أن في ذلك فائدة ؛ إما في إحقاق حق أو ردع مبطل ، وإما تأثرا وخشية وإنابة وتوبة أو تزكية تربية أو تفقها واستنباطا ونحو ذلك كثير ، ثم يذكرها مع الآيه التي ورت القصة فيها .


    وبهذا تنتهي المراحل الثمان ، فتح الله لي ولكم أبواب جنانه الثمان ، وأسأل الله العفو والمغفرة ، وأن يتقبل عملي هذا قبولا حسنا ، وأن يجعله لي ذخرا أفرح به حين ألقاه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين .

    منقول
    __________________

    (( أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) يوسف - 101
    على الإمام
    على الإمام
    عضو جيد
    عضو جيد


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 58
    نقاط : 122
    تاريخ التسجيل : 27/11/2009
    العمر : 58
    العمل/الترفيه : مدرس حاسب آلى

    المراحل الثمان لطالب فهم القران Empty جزاك الله خيرا

    مُساهمة  على الإمام الأحد أبريل 18, 2010 9:36 pm

    شكرا على الموضوع
    وجزاك الله خيرا
    الطير المهاجر
    الطير المهاجر
    عضو جيد
    عضو جيد


    الجنس : ذكر عدد المساهمات : 37
    نقاط : 72
    تاريخ التسجيل : 24/11/2009
    العمر : 38
    الموقع : مصر

    المراحل الثمان لطالب فهم القران Empty رد: المراحل الثمان لطالب فهم القران

    مُساهمة  الطير المهاجر الجمعة مايو 07, 2010 7:48 am

    مشكوووووووووووووووووووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 12:23 pm